إن شاء الله لاأَكُونُ مُكَذِّبا , هذا المَقَالِ الأَصْوَبَا, لليوم موقف أصحاب الحسين منذ مئات السنين له صدى , عشقوا نهضة أبي الاحرار فكانت هويتهم والهوى , لم تثني عزائمهم كثرة السيوف والجوى , كان أحدهم بالعشرات من العدى , لا يخشون أن يغلبهم الردى ,يتسامون إلى العُلاَ , قال الإِمَام في عليائهم أَبْلَغَ مِقْوَلا : لا اعلم أصحابا أوفي ولا خيرا من أصحابي, وهذا كان حديث أهل الورى .
كما كان الاصحاب موقورين الوفا , ويعلمون كل ما قد أشكلا, كل شهيد من الحشد اغْتَدى مُتَحَلّياً مُتَجمِّلا للدين والوطن مخلصا , كلاهما ضحى حبا بالمُصطَفَى و أَهْلِ العَبَا. ويقتدي بالمثَلِ الأعلى ومَرْكبِ النَّجا والعروة الوثقى , فِتْيَةٍ فَاقُوا الأَنا, و رَكَبوا أسْلَمَ مَرْكَبا.
رجال الحشد حملوا في رأسهم عقيدة ,فسكنوا الوادي والربا , رفضوا الضيم على بلادهم والذل إذ أبى , قدموا لمن ظلموا كل وُد ولاطفوا من بكى , وأبعدوا عن النساء كل أذى , ولو أردتم أكثر لقلت ما جرى , لكنني رأيت منهم شرفا لا يرى , وسيحكي التاريخ عنهم ما حكى .
قلنا لهم الوطن : قالوا أرواحنا له فدى , والمقدسات سنموت دونها والذي هَدَى .
يذكرون داعش الإرهاب بموقف أصحاب الحسين فيما مَضَى , ويقتلونهم في دُجَى الليلِ والضٌحَى , يلاحقونهم بالحَيِ والُقرَى , يسوقونهم لظى , يرمونهم بِجَمْرَةٍ حَرُّها لا يُصْطَلى , ضربة قتل لا تمهلا , يرونهم ما يذْهلا ,يسجون جثثهم في الفَلاَ, باب جهنم لداعش مدخلا .
يهدون للأطفال المحررة قبلة الوُدِ والهَنَا , أدهشوا العالم بما رأى وما لاَ يَرَى , هكذا يسمو أربَابُ النهَى, يسمون فوق الذرَا , يستنبطون من الإمامَ الأَفضلا.
قلنا لهم : جاءكم بلاء مبتلى .
قالوا : بلى , أرواحنا نفتديِ للإسلام وآل المرتضى , دماؤنا وأجسادنا دروعا بحبهم تتصدى , نقتل ألف مرة لمودتهم نتحدى . نقول للموت أهلا إذا دنا . وأجسادنا في الثرى لا تغسلا .
ننصر أبناءنا وكل أسير معدما , نحرر المظلوم من نارٍ وسَنَا , حتى لو نزِفنا لَهِيباَ وَدِمَا , هكذا تعلمنا من حبنا للقران وأهلِ المُصطَفى .